|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2025-03-08
* الأفكار مثل العصافير، إن لم تضعها في قفص التدوين، تطير بعيدًا، وقد لا تعود مرةً أخرى. في المدرسة، كان المعلم يعطينا الواجبات، كنت أقول لنفسي: لا داعي لكتابة ملاحظةٍ لكيلا أنسى الواجب، لأنني لن أنساه. ولا أنتبه إلا في اليوم التالي، والمعلم يقول: افتحوا دفاتركم على صفحة الواجب. وفي أحسن الأحوال، كنت أسأل الطلبة قبل الحصة إن كان هناك واجبٌ، وكتبت مرَّاتٍ عدة الواجب بسرعة الضوء ما بين الحصتين! تخلَّصت من النسيان في المدرسة عندما بدأت أكتب الملاحظات، واليوم لا أفوِّت كتابة الملاحظات في العمل، والاجتماعات، خاصَّةً مع جهاز الأيباد. قبل مدةٍ كنت في نقاشٍ مع أحد الأصدقاء عن الأفضلية بين النسيان وقوة الذاكرة، أيهما أفضل، والحقيقة أن الإجابة ليست سهلةً، وأخمِّن أن بعضهم سيقول مباشرةً: الذاكرة. صحيحٌ أن الذاكرة القوية موهبةٌ كبيرةٌ، إذ يكفيها أنها تُذكِّرك بصورةٍ دائمةٍ بأصحاب الفضل عليك، لكنَّها هي نفسها التي تعاقبك على تذكُّر أخطاء الماضي، والندم عليها! وهي التي لا تجعلك تنسى أخطاء الآخرين الكبيرة والمقصودة في حقك! النسيان يجعلك رحومًا، ويُطهِّرك من الحقد، لكنه ينسيك مهماتٍ ضروريةً في شؤون حياتك. ما الذي جعلني أكتب عن النسيان؟ الإجابة أنني بالأمس، قلت: سأكتب غدًا عن الموضوع الفلاني، ولا داعي لكتابة ملاحظةٍ، لأنني لن أنساه، ونسيته!.
* لم أشاهد أي مسلسلاتٍ. منعتني الظروف، لكنَّني أقرأ تغريداتٍ عنها، وأشاهد بعض المقاطع القصيرة على «السوشال ميديا». الواضح أن الأعمال التي أخذت حقها الكافي من الجهد في الكتابة، ومراجعتها، وتحسينها، وقدَّمها مخرجون يحترمون أنفسهم، ويحترمون المشاهد، هي التي لاقت استحسانًا عند الناس، أو على الأقل نجت من أن توصف بالضعيفة، وفي بعض الأحيان بالتافهة. مشكلة بعض الممثلين المحسوبين على الكوميديا أنهم يعتقدون أن كل ما يقولونه سيضحكنا! بينما صناعة الضحك هي الأصعب، وهي التي تحتاج إلى الوقت الأكثر في المراجعة والتعديل، لأنها إن قُدِّمت للمشاهد، فلا تحتمل الوسط، إما ناجحةٌ، أو فاشلةٌ.