|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد الربيعان
صناعة عالمية يقودها عراب
2025-04-27
قبل سنواتٍ قليلةٍ فقط، كانت الرياضة في المملكة العربية السعودية نشاطًا محدودَ الأفق، ومحصورًا في منافساتٍ محليةٍ وإقليميةٍ خجولةٍ. أمَّا اليوم فقد أصبحت الرياضة صناعةً عالميةً نابضةً بالحيوية، ومحورًا رئيسًا في الاقتصاد الوطني، وذلك بفضل الله أولًا، ثم بفضل الرؤية الطموحة «رؤية السعودية 2030» التي يقودها ببصيرةٍ ثاقبةٍ، وفكرٍ استراتيجي ملهمٍ، سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عرَّاب الرؤية وصانع نهضة الوطن.

مع انطلاق رؤية 2030، خرجت الرياضة من دائرة المنافسة إلى مشروعٍ وطني شاملٍ، يستهدف بناء الإنسان، وتعزيز جودة الحياة، وتحفيز الاستثمار، وخلق فرص العمل. قفزات نوعيةٌ تحقَّقت على أرض الواقع، من أبرزها توفير أكثر من 5700 وظيفةٍ مباشرةٍ داخل الأندية الرياضية، وإطلاق برامج متكاملةٍ لاكتشاف ورعاية المواهب الشابة في مختلف الألعاب. ولأن صناعة الرياضة تحتاج إلى شراكاتٍ راسخةٍ، لذا فتحت الرؤية أبواب القطاع الخاص ليكون شريكًا رئيسًا في التحول من خلال تخصيص الأندية الرياضية لتعزيز التنافسية والكفاءة المالية، ودعم الأكاديميات الرياضية لاكتشاف المواهب في سنٍّ مبكرة، وإطلاق برامج تسويقٍ رياضي حديثةٍ، يقودها شبابٌ وشابات سعوديون.

النتيجة كانت بناء بيئةٍ رياضيةٍ تنافسيةٍ مستدامةٍ، تُدار بعقولٍ وطنيةٍ واعيةٍ، تنطلق بثقةٍ نحو العالمية. ولأن المستقبل يحمل توقيع التقنية فقد بادرت المملكة إلى الاستثمار في الرياضات الإلكترونية، فأطلقت عامَ 2024 الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية لبناء واحدةٍ من أقوى البيئات التنافسية الرقمية عالميًّا، وفتح مساراتٍ مهنيةٍ جديدةٍ أمام الشباب الطموح.

ومع هذه الانطلاقة المباركة، تتهيأ السعودية لكتابة فصلٍ جديدٍ في سجل المجد عبر تنظيم كأس العالم 2034 بخطى عظيمةٍ، وإعجابٍ عالمي من خلال تجهيز 134 منشأةً رياضيةً حديثةً، وتطوير 15 ملعبًا رئيسًا في خمس مدنٍ كبرى، وتوفير أكثر من 230 ألف غرفة ضيافةٍ لاستقبال الجماهير العالمية. نسخةٌ ستكون حديث العالم، وستعكس طموح المملكة، وقوة تنظيمها، وإصرارها على تحويل الأحلام إلى واقعٍ ينبض بالفخر.

ولم تتوقف الرؤية عند حدود البنية التحتية، بل تجاوزتها إلى جعل الرياضة نمطَ حياةٍ حقيقيًّا عبر برامجَ داعمةٍ لمشاركة المرأة، وتطوير مساراتٍ احترافيةٍ وتسويقيةٍ للمواهب، وتحفيز الاستثمار الخاص في كل قطاعات الرياضة. ونتيجةً لذلك، ارتفعت نسبة ممارسة النشاط البدني من 49% إلى 58.5% خلال سنواتٍ قليلةٍ، وتنامت مساهمة القطاع الرياضي في النمو الاقتصادي الوطني بوتيرةٍ غير مسبوقةٍ.

الوفاء من شيم الكبار، وشعب السعودية يدرك أن هذه القفزات النوعية لم تكن لتتحقق لولا الرؤية العميقة، والإرادة الصلبة، والطموح الذي لا يعرف المستحيل لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله. لقد جسَّد سموه تطلعات شعبٍ بأكمله، ورسم خارطة طريقٍ لتحوُّلٍ رياضي، جعل من المملكة مركزًا عالميًّا في صناعة الرياضة التقليدية والرياضات الإلكترونية معًا. إنه بحقٍّ عرَّاب الرؤية، وصانع النهضة، وباني المستقبل الرياضي المزدهر للمملكة ولأجيالها القادمة.