|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





تركي السهلي
حفظ التاريخ
2025-04-28
أنهت لجنة التوثيق لتاريخ كُرة القدم في السعودية معركتها الكُبرى. لم يعد هناك مجال للأخذ والرد حول بطولات الاتحاد السعودي لكرة القدم المؤسس في 18 مايو 1955.
خلصت الأندية الـ 49 إلى أن التاريخ المُدوّن لم يكن مجرّد صوت مُرجّح أو رافض أو ممتنع. كل الذي كان يُنادي من بعيد سُمِع واستقرّ. لقد تم إحياء القصص بكل تفاصيل البدايات.
إن دولة بحجم المملكة العربية السعودية وعُمقها التاريخي الطويل، كان لها أن تحفظ تاريخها الرياضي، وأن تكتب اتحادها البالغ من العمر 70 عامًا، وأن تدوّن سيرة الرجال، والمناطق، وتعاقُب الأجيال.
لقد تجاوز الحافظ للإرث العميق فكرة تعداد البطولات والأندية، وذهب إلى أن المراحل لديها زمنها الخاص المنتمي إلى الزمن الكُلّي للبلاد، ليُعطي العقل الملتزم فكرة أكثر شمولية وقبولًا من ترتيب الفرق أيّهم الأول وأيّهم الأخير.
إن عمل اللجنة، المُستمر لأكثر من عشرة أشهر، تجاوز أي الأندية الأكثر، وأرّخ للأزمنة ووضع المعايير، لتأتي المطابقة للأندية دون إخلال بجوهر التصنيف، وهذا ما قاد إلى النجاح.
واليوم، ومع إعلان مستهدفات رؤية 2030، فقد جاءت أرقام الرياضة لعام 2024، لتشرح التحوّل الكبير لمكانة المملكة، وقدرتها على السير قدمًا دون إغفال التاريخ، وعن مُساهمة 128 ناديًا في الأزمنة الآتية.
إن التجاذب الكبير الذي ظلّ لسنوات بين جماهير الأندية ومسؤوليها حول الأسبقية والعددية، سيظلّ ويستمر حتى مع إعلان النتائج وتدوين التاريخ، وستجنح بعض الأندية إلى محاولة القفز على المعايير وكتابة تاريخها الخاص، لكن ذلك كُله لم يعد مُهمّاً طالما أعطت الجهة الحاضنة الشرعية لأعمالها والقانونية لإجراءاتها وأرشفت كُل الحُقب والبطولات، وسيكون الأمر منسوبًا إلى التاريخ الكُلّي للاتحاد لا إلى أرشفة كُل نادٍ.
لقد اكتملت القصّة، وإن بقي فهو للمتحف الرياضي، الذي نتطلّع لرؤيته قبل 2034 لتتحول المسألة من مجرّد بطولات مرصودة إلى تاريخ طويل من الانتماء الشامل. إن المراحل تحُفظ في العقول والأذهان ولها من يكتبها، لكن الذي يعتز بإرثه لن يستطيع أحد تغييبه، ووضعه على هامش الأيّام. ومن يحمل قلبًا حيًّا لن تنطفئ حماسته.