|




الخليفي.. بعد 14 عاما انتصر صياد اللؤلؤ

/media/article/2025/06/01/img/5382560330.png
ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، يحتفل بكأس دوري أبطال أوروبا، السبت. (الفرنسية)
ميونيخ ـ الفرنسية 2025.06.01 | 04:28 pm

لم يكن تتويج فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم بلقب دوري أبطال أوروبا، السبت، انتصارًا للفرنسيين فحسب، بل لدولة قطر أيضًا، خاصة ناصر الخليفي، رئيس النادي، وجهاز قطر للاستثمار، الذي جعل من الفوز بهذا اللقب قضية شرف منذ 14 عامًا.
ويُعد الخليفي، المقرّب من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، والمنحدر من عائلة صائدي اللؤلؤ، شخصية متعددة المناصب «بين شبكة بي إن الإعلامية، والاتحاد القطري لكرة المضرب، ورياضة البادل، وغيرها».
الخليفي «51 عامًا» لاعب كرة المضرب سابقًا، هذا النجاح التاريخي سيرفع من مكانته، الذي يُعد أصلًا أحد أقوى الشخصيات في كرة القدم الفرنسية، هو مقرّب من فينسنت لابرون، رئيس رابطة الدوري الفرنسي، ويُنظر إليه صاحب نفوذ كبير على الصعيد الأوروبي أيضًا، بصفته رئيس رابطة الأندية الأوروبية منذ عام 2021، وعضوًا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا».
قال الخليفي هذا العام لصحيفة بيلد الألمانية: «لم يكن هدفي أبدًا أن أكون بهذه الدرجة من النفوذ أو القوة»، مضيفًا: «ليس لدي أي طموحات تتعلق بالتأثير أو السلطة».
في عام 2011، ومع استحواذ جهاز قطر للاستثمار على النادي، كان الهدف المعلن لناصر الخليفي، الرجل صاحب الشبكات والعلاقات والحاضر الدائم في النادي، هو الفوز بدوري الأبطال في غضون خمسة أعوام. حينها، لم يكن النادي يشبه بأي حال نسخة 2025، وكان كل شيء لا يزال قيد البناء.
قال الخليفي في مارس الماضي لصحيفة بيلد: «الخطة الخمسية ـ الفوز بدوري الأبطال في غضون خمسة أعوام ـ كانت خطأ، أعترف بذلك علنًا.. لكننا نتعلم من أخطائنا».
مرّ النادي بمراحل عديدة، أبرزها في الأعوام الأخيرة، حين ضم الثلاثي الشهير الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، وكيليان مبابي، وهي مرحلة تُعد فشلًا رياضيًا، لكن نجاحًا اقتصاديًا مذهلًا من حيث التذاكر والمبيعات والقمصان، وغيرها. أما الموسم الحالي، فقد شهد نهاية «سياسة النجوم» وبداية عصر اللعب الجماعي.
خلال هذه الأعوام، لم يتوقف الخليفي عن تكرار مقولته الشهيرة في المقابلات والمداخلات الإعلامية: «باريس سيفوز بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين».
وكما هو حاله، فإن المستثمرين في الدوحة، الذين لا يتدخلون في الشأن الرياضي اليومي، المُدار من مقر «فاكتوري» في باريس و«كامبوس بواسي» في إقليم إيفلين، ظلوا يعبّرون عن هوسهم بالفوز بدوري الأبطال. ومع ذلك، أصبح الخطاب أكثر تواضعًا خلال العامين الماضيين بعد خيبات الأمل المتكررة، بالتزامن مع تراجع ظهور الخليفي في الإعلام منذ وصول المدرب الإسباني لويس إنريكي إلى الجهاز الفني عام 2023.
قال في حديثه لصحيفة بيلد: «إذا سألتموني إن كان هدفنا الفوز بدوري الأبطال، سأقول لا».
وللمفارقة، فإن الموسم، الذي قلّ الضغط فيه على الفريق بالتصريحات الإعلامية، هو نفسه الموسم الذي فاز فيه النادي بالثلاثية التاريخية: دوري الأبطال، والدوري الفرنسي، وكأس فرنسا.
ويقول جهاز قطر للاستثمار إنه استثمر 1.4 مليار يورو في مشروع باريس سان جيرمان. لكن بالنسبة للخليفي وقطر، فإن الوقت والمال والخيبات المتكررة تبدو ضئيلة مقارنة برفع النادي إلى قمة الكرة الأوروبية، وكتابة اسمه في تاريخ الكرة الفرنسية والقارية.
وقال مصدر مقرّب من الخليفي لفرانس برس: «هل كان شراء النادي يستحق كل هذا؟ بلا شك، بالنظر إلى العائد الاستثماري الهائل». فقد ارتفعت قيمة النادي من 70 مليون يورو في 2011 إلى 4.2 مليار يورو في ديسمبر 2023، عند بيع حصة من أسهمه إلى شركة الاستثمار الأمريكية «أركتوس».
وأضاف المصدر: «إذا نظرنا إلى الجانب الرياضي ـ أربعة نصف نهائيات في آخر ستة أعوام وألقاب محلية عدة ـ والمالي ـ 800 مليون يورو من الإيرادات السنوية ـ والسمعة، والبنية التحتية، مثل مركز تدريبات باريس سان جيرمان، وتحديث ملعب بارك دي برانس... فإن النمو تحت قيادة جهاز قطر للاستثمار كان هائلًا».