|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





كاواساكي فرونتالي.. شركة يابانية ومسمّى إيطالي وألوان برازيلية

جدة - محمود وهبي 2025.04.30 | 02:39 pm

خلال عام 1955 الذي تأسَّس فيه نادي النصر، ظهر إلى النور في أقصى شرق آسيا نادٍ لكرة القدم اسمه «فوجيتسو»، نسبةً إلى الشركة المالكة التي تحمل الاسم ذاته، وتعمل في مجال خدمات ومعدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هذا النادي الياباني، الذي كتب قصصًا من المجد بعد انتظارٍ طويلٍ خلف الكواليس، ليس إلا كاواساكي فرونتالي، الذي يصطدم بالنصر الأربعاء في جدة ضمن نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة.
بدأ فوجيتسو روايته بعيدًا عن الأضواء، ولم يكن من الأندية التي خاضت النسخة الافتتاحية من الدوري المحلي عام 1965، فقد التحق بدوري الدرجة الثانية في 1972، وصعد إلى مصاف الكبار للمرة الأولى عام 1977، لكنه هبط بعد عامين فقط، وانتظر طويلًا حتى العودة إلى ذلك المستوى.
وتحوَّل هذا النادي إلى الاحتراف عام 1997، وغيَّر اسمه من فوجيتسو إلى كاواساكي فرونتالي، فيما بقيت الشركة الضخمة، التي تأسَّست في مدينة كاواساكي عام 1935، مالكةً له. وفرونتالي كلمةٌ إيطاليةٌ، وتعني «الأمام»، وهي بمنزلة لقبٍ، يستخدمه النادي على غرار عديدٍ من الأندية اليابانية الشهيرة التي تتبع النظام ذاته في أسمائهما عبر كلمةٍ أولى، تشير إلى اسم المدينة، وكلمةٍ ثانيةٍ من لغةٍ أخرى، مثل يوكوهاما مارينوس، الذي تجاوزه النصر أخيرًا ضمن ربع النهائي الآسيوي. ويوكوهاما اسم مدينةٍ يابانيةٍ أخرى، أما مارينوس، فهي كلمةٌ إسبانيةٌ، تعني «البحَّارة».
وإلى جانب الرابط الإيطالي في الاسم، هناك رابطٌ برازيلي أكبر، إذ يرتبط النادي بشراكةٍ، وتعاونٍ مع نادي جريميو البرازيلي منذ عام 1997، وشعاره في تلك المرحلة كان شبيهًا بشعار جريميو، ويستخدم فريقه الأول منذ ذلك الحين اللونين الأزرق والأسود لقميصه الأساسي، تيمُّنًا بألوان شريكه البرازيلي، بل إنه استخدم عامي 1999 و2016 قميصًا مطابقًا لقميص جريميو الشهير، المخطَّط باللونين الأزرق والأسود.
وبعد دخوله عالمَ الاحتراف، تغيَّرت أحوال النادي الياباني حيث صعد إلى الدرجة الأولى عام 2000 بعد غيابٍ طويلٍ، علمًا أنه يواصل رحلته على صعيد دوري الأضواء دون هبوطٍ منذ 2005، قبل أن يدخل حقبته الذهبية في الأعوام الثمانية الأخيرة، التي شهدت تتويجه بالدوري أربع مراتٍ، أعوام 2017 و2018 و2020 و2021، وتحقيقه ستة ألقابٍ في الكؤوس المحلية، جميعها بعد 2018، وآخرها كأس السوبر في فبراير 2024.
ويُعدُّ نادي يوكوهاما مارينوس المنافس المحلي الأبرز لكاواساكي، إذ يجمعهما ديربي «كاناجاوا»، وهو اسم المحافظة التي تضمُّ مدينتي يوكوهاما وكاواساكي. كذلك، تنتظر جماهير كاواساكي المواجهات مع نادي طوكيو، فيما يُعرَف بـ «كلاسيكو تاماجاوا» على اسم نهر «تاما» الذي يفصل بين المدينتين اليابانيتين.
ولم يَعرِف كاواساكي فرونتالي أسماءً عالميةً لامعةً كثيرةً عبر تاريخه، لكنَّه كان المحطة الأخيرة في مسيرة الفرنسي بافيتيمبي جوميز، هدَّاف الهلال السابق، الذي لعب 24 مباراةً في اليابان عامي 2023 و2024. واعتاد النادي على جلب اللاعبين البرازيليين باستمرارٍ، ومن بينهم هالك، المهاجم الدولي السابق، الذي مثَّل الفريق الأول موسمًا وحيدًا، مطلع مسيرته. ويستمر التأثير البرازيلي في قائمة الفريق حتى الموسم الجاري، إذ سجل الجناح مارسينيو خمسة أهدافٍ في الرحلة الآسيوية، فيما أضاف المهاجم إيريسون أربعةً.
وعلى صعيد الأسماء المحلية، حملت قوائم كاواساكي سابقًا لاعبين بارزين، مثَّلوا المنتخب الياباني الأول، منهم يوشيتو أوكوبو الذي لعب 60 مباراةً دوليةً بين 2003 و2014، وكينجو ناكامورا الذي خاض 68 مباراةً دوليةً بين 2006 و2013، والحارس إيجي كاواشيما الذي ارتدى قميص منتخب «الساموراي الأزرق» في 95 مباراةً بين 2007 و2022، لكنْ كوتا تاكاي كان اللاعب الوحيد من النادي الذي حضر ضمن قائمة المنتخب الياباني خلال النافذة الدولية الأخيرة.
وكان كاواساكي فرونتالي محطةً سابقةً لنجومٍ يابانيين، يتألَّقون حاليًّا في الملاعب الأوروبية، بينهم كاورو ميتوما، نجم فريق برايتون آند هوف ألبيون الإنجليزي واللاعب الياباني الأعلى حاليًّا من حيث القيمة السوقية، وكو إيتاكورا، مدافع نادي بايرن مونشنجلادباخ الألماني، وأو تاناكا، لاعب وسط نادي ليدز يونايتد الذي ضَمِنَ أخيرًا العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبالنسبة للتجربة الآسيوية، يُعدُّ كاواساكي أول فريقٍ ياباني يتجاوز دور المجموعات في دوري أبطال آسيا حيث فعلها عام 2007 خلال نسخةٍ، وصل فيها إلى دور الثمانية، ثم وصل إلى ربع النهائي مجدَّدًا عامي 2009 و2017، وحاليًّا يخوض نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه، ويبحث عما هو أكثر، ولو أن مهمته ستكون في غاية الصعوبة، فحلم الوصول إلى النهائي يصطدم بالنصر، وحلم التتويج باللقب يصطدم بالهلال، أو الأهلي، هذا إن تحقق الحلم الأول.